كتب في قسم من فقه التأويل | تاريخ 26 فبراير 2015 | الكاتب

الحلقة 35 الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم

بسم الله الرحمن الرحيم

مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا ۗ أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (البقرة 106)

كالعادة في الفقه الاسلامي المتضارب ، والذي هو كالبحر الهائج المتلاطم الامواج ، يتضارب فقهاءه جميعاً في صحة وعدد تلك الآيات المنسوخة في القرآن الكريم .

معتمدين بذلك كما في غيرها من الاحكام ، على روايات هزيلة بل مضحكة ومبكية في آن واحد .

سوف لن نخوض في تلاطم افكار الفقهاء التي لم نجد فيها سوى مضيعة للوقت والجهد ، والتي عطلت عقول الكثيرين من المسلمين بسبب دورانهم في هذه الحلقة المفرغة التي ابقاها الكهنوت تدور منذ اربعة عشر قرناً لاسباب مادية وسلطوية بحتة .

وبسبب خديعتهم تلك ، والتي وقع بها الكثيرين سنضرب مثلاً واحداً على ذلك الهراء ونكتفي .

قال أحمد في مسنده 26316 – حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، عَنْ عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَائِشَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: ” لَقَدْ أُنْزِلَتْ آيَةُ الرَّجْمِ وَرَضَعَاتُ الْكَبِيرِ عَشْرًا، فَكَانَتْ فِي وَرَقَةٍ تَحْتَ سَرِيرٍ فِي بَيْتِي، فَلَمَّا اشْتَكَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَشَاغَلْنَا بِأَمْرِهِ، وَدَخَلَتْ دُوَيْبَةٌ لَنَا فَأَكَلَتْهَا ”

وكوننا نحترم عقول القراء الافاضل ، لذلك سوف لا نضيع اي وقت في تفنيد تلك المهزلة المشينة بنبينا الكريم ص وأُمنا عائشة رض .

فقط انظروا لبعض تلاطم اساطين ذلك الفقه :

“وقد تعددت دعاوى النسخ في الكتب التي تعرضت لمسائل النسخ ، وقد رتبها الدكتور عبدالله الشنقيطي وفقه الله على النحو التالي مبتدأً بأكثرها :

1. الدكتور مصطفى زيد ، عدد الآيات المدعى عليها النسخ (293) آية.

2. ابن الجوزي رحمه الله ، عدد الآيات المدعى عليها النسخ (247) آية.

3. السكري ، عدد الآيات المدعى عليها النسخ (218) آية.

4. ابن حزم ، عدد الآيات المدعى عليها النسخ (214) آية.

5. ابن سلامة ، عدد الآيات المدعى عليها النسخ (213) آية.

6. الأجهوري ، عدد الآيات المدعى عليها النسخ (213) آية.

7. ابن بركات ، عدد الآيات المدعى عليها النسخ (210) آية.

8. مكي بن أبي طالب ، عدد الآيات المدعى عليها النسخ (200) آية.

9. النحاس ، عدد الآيات المدعى عليها النسخ (134) آية.

10. عبدالقاهر ، عدد الآيات المدعى عليها النسخ (66) آية.

11. محمد عبدالعظيم الزرقاني / عدد الآيات المدعى عليها النسخ (22) آية.

12. السيوطي ، عدد الآيات المدعى عليها النسخ (20) آية.

13. الدهلوي ، عدد الآيات المدعى عليها النسخ (5) آية.

فهذه هي جملة الدعاوى ، مع التنبه إلى أن كل من هؤلاء المؤلفين رحمهم الله لا يقبل هذه الدعاوى ، بل كثير منهم يذكرها ويفندها.

فالدكتور مصطفى زيد رحمه الله هو أكثر من تعرض لقضايا النسخ وناقشها ، وقد قرر في النهاية أنها لا تزيد عن ست آيات ، علماً بأنه عند البحث أتى بـ(293) آية قيل بنسخها.

وكذلك العلامة ابن الجوزي رحمه الله عند مناقشة القضية جاء بـ(247) آية ، ولكن بعد البحث قبل منها (22) آية فقط ، ورد النسخ في (205) آيات ، وقال : إن الصحيح أنها محكمة ، وتوقف في الباقي وهو (20) آية ، لم يبين فيها حكماً ولم يصرح بالنسخ إلا في سبعة مواضع فقط.

أما الزرقاني – رحمه الله – فقد تعرض لـ(22) واقعة قبل النسخ في (12) منها.

وأقل من قبل النسخ الإمام الدهلوي رحمه الله حيث قبله في خمس آيات فقط ، وهي آية الوصية في النساء ، وآية المصابرة الواحد للعشرة في الأنفال ، وآية الأحزاب :(لا يحل لك النساء من بعد) ، وآية المجادلة :(إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة) وآية المزمل :(قم الليل إلا قليلاً) الآية.”

اي كتاب مقدس هذا ؟ الذي يجهله “الفقهاء” بعد مرور اكثر من اربعة عشر قرناً على نزوله .

إذن ما نسخ القرآن من آيات واحكام ، هي كانت قد نزلت من قبل القرآن الكريم ، وإلا اذا اراد الله ان ينسنا تلك الايات ، فكيف يتركها امامنا نقرأها لكل تلك القرون ؟

أترك تعليقك